منتديات قرية الأنمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 *__- صور من حياة الصحابه -__*

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 5:23 am

السلام عليكم

اخواتي الكرام

أحببت اليوم أن أضع موضوعا مهما جدا

لكي نعلم كل شئ عن صحابتنا الكرام (رضوان الله عليهم أجمعين)

والفكرة هي ان كل واحد يدخل يضع لنا صورا ومواقفا من حياة الصحابة والتعربف بهم

لكي تعم الفائدة

وجزاكم الله خيرا

وبنتضار الردود


أنا سأبدأ




::اسماء بنت أبي بكر ::

(ذات النطاقين)

هي أسماء بنت أبي بكر الصديق, التيمية القرشية , صحابية من الفضليات, كانت من

أوائل المسلمين, ومن أشدهم إيمانا بالنبي صلى الله عليه وسلم, وهي أخت عائشة

أم المؤمنين لأبيها, وأمها قتيلة بنت عبد العزى.....

وُلدت أسماء في العام الرابع ,قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، أسلمت أسماء قديماً

بعد سبعة عشر نفساً, في بيت من بيوت سادة قريش هو بيت عبدالله بن أبي قحافة

الملقَّب بأبي بكر. وهو بيت عزٍّ ومجد وغنى، وتعلَّمت من والدها الشجاعة في القول

والعمل، والأمانة، والصدق، والرحمة والرفق بالضعفاء وإطعام الفقراء والمحتاجين.

وكانت قوية الجسم سريعة النمو، شديدة الذكاء والفهم والحفظ لما تسمعه حتى حفظت

الكثير من أشعار العرب ورواياتهم وأخبارهم وتاريخهم وأنسابهم.


وكانت تشارك الخدم في إعداد موائد الطعام للضيوف الذين لا تخلو قاعة البيت الكبيرة

منهم يوماً سواء كانوا من الفقراء والمساكين أو من القاصدين لأمور التجارة. وأمها

قتيلة بنت عبد العزى, طلقها أبو بكر في الجاهلية, فقدمت إلى ابنتها بهدايا فلم تقبلها,

وأبت أن تدخلها إلى بيتها وتقبل هديتها, لأنها كانت مشركة, ثم أسلمت وهاجرت

إلى المدينة . تزوج أسماء الزبير بن العوام وولدت له عدة أبناء بينهم عبد الله بن الزبير

ثم طلقها فعاشت في مكة مع ابنها عبد الله إلى أن قتل...


عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية ، فهي من

السابقات إلى الإسلام ، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم على

الأيمان والتقوى.

سميت ذات النطاقين لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم سفرة حين أراد الهجرة

إلى المدينة مع أبيها, فعسر عليها ما تشدها به, فشقت خمارها وشدت السفرة بنصفه

وانتطقت بالثاني, فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم أبدلك الله بنطاقك هذا

نطاقين في الجنة, فقيل لها ذات النطاقين....


شهدت معركة اليرموك مع ابنها وزوجها, وأبلت فيها بلاء حسنا..

وكانت أسماء إذا مرضت أعتقت كل مملوك لها, قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض

من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤونته، وأسوسه،

وأدق النوى لناضحه، وأعلفه، وأستقي الماء، وأعجن، ولي جارات من الأنصار يخبزن لي،

وأنقل النوى من أرض الزبير على رأسي على ثلثي فرسخ. حتى أرسل لي أبو بكر بعد

ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني. شهدت أسماء اليرموك مع زوجها الزبير.....

وكانت تأمر أبناءها وبناتها وأهلها بالصدقة تقول: أنفقوا ، أو أنفقن ، وتصدقن ،

ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل، لم تفضلن شيئاً ، وإن تصدقتن لم تجدن فقده.

روت أسماء رضي الله عنها خمسة وثمانين حديثاً وفي رواية أخرى ستة وخمسين حديثاً،

اتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وانفرد مسلم بمثلها،

وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث في الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها

ثلاثة عشر والبخاري خمسة ولمسلم أربعة.

لما قتل الحجاج ابنها عبد الله بن الزبير دخل عليها، وقال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك،

فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، ومالي

من حاجة.
ثم دخلت مكة بعد ثلاثة أيام من قتل ابنها، وهو مصلوب، فجاءت وقد كف بصرها، فقالت
: أما آن لهذا الراكب أن ينزل،
والله إن كان لصواماً، قواماً براً


فما أتت عليها جمعة أو ثلاثة أيام حتى ماتت رضي الله عنها. عاشت مائة سنة، وماتت

بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال، سنة ثلاث وسبعين. وهي آخر من مات من

المهاجرين والمهاجرات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
M!ss klira
المديــرة العــــامة
المديــرة العــــامة
M!ss klira


انثى عدد الرسائل : 222
الموقع : Anime World
المزاج : Happy
رقم العضوية : 1
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _39
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 07/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 10:04 am

السلام عليكم

يسلمووو اختي عيون الحلا

على الموضوع المفيد

وفقكِ الله

دمتي بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qryat-anime.hooxs.com
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:09 pm

مشكوره klira

على الرد


::عثمان بن عفان::
ذي النورين


هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، يجتمع نسبه
مع رسول الله-صلى الله
عليه وسلم- في عبد مناف ، ولد في السنـة السادسة بعد
عام الفيـل ، نشأ في بيت
كريم ذي مال وجاه ، وشب على حسن السيرة والعفة والحياء
فكان محبوبا في قومه
أثيـرا لديهم


إسلامه

كان -رضي الله عنه- من السابقين الى الاسلام اذ أسلم بدعوة
من أبي بكر الصديق وتحمل في سبيل ذلك أذى كثيرا وظل
ثابتا على عقيدته ، فقد أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن
أمية فأوثقه رباطاً وقال أترغب عن ملّـة آبائك إلى دين
محدث ؟ والله لا أحلّكَ أبداً حتى تدَعَ ما أنت عليه من هذا
الديـن )فقال عثمان والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه )
فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه
فكان عثمان بن عفان ممن صلى الى القبلتين ، و هاجر
الهجرتين : الأولى الى الحبشة والثانية الى المدينة المنورة
وأحد العشرة المبشرين بالجنة واختصه الرسول -
صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي


حياءه

قالت السيدة عائشة : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش عليه مِرْطٌ لي ، فأذن
له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن
عمر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ثم
انصرف ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال اجمعي عليك
ثيابك ) فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف قالت :
فقلت يا رسول الله ، لم أرك فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !) فقال يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت
إن أذنت له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته ) وقد قال
فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا أستحي من رجل
تستحي منه الملائكة )


ذو النورين

تزوج عثمان -رضي الله عنه- من رقية بنت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- فلما توفيـت تزوج أختها أم كلثوم ولذلك سمي (ذي النورين) ، وعندما ماتت أم كلثوم تأسّف رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته وقال والذي نفسي بيده
لو كان عندي ثالثة لزوَّجتُكَها يا عثمان )


مناقبه

رويَ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث عدّة في ذِكْر
مناقب عثمان منها(إن عثمان لأول من هاجر الى الله بأهله
بعد لوط)0( إن الله عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان )0( من يُبغضُ عثمان أبغضه الله )
دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال يا بنيّة أحْسِني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه
أصحابي بي خُلُقاً )


أوائل

كان -رضي الله عنه- أوّل من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقيّة
بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأول من شيَّد المسجد
وأول من خطَّ المفصَّل ، وأول من ختم القرآن في ركعة

بئر رومة

أنفق الكثير من ماله الوفير لخدمة الاسلام والمسلمين ومن ذلك
شرائه لبئر رومة ، فقد كانت هذه البئر لرجل يهودي في المدينة وكان يبيع ماءها ، فلما هاجر المسلمون الى المدينة تمنى
الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو يجد من بين أصحابه من
يشتريها ليفيض ماؤها على المسلمين بغير ثمن وله الجنة
فسارع عثمان -رضي الله عنه- الى اليهودي فاشتراها منه
ووهبها للمسلمين


يوم الحديبية

بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان الى قريش يوم
الحديبية ، فقد بعثه الى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم
أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً
لحرمته ، فخرج عثمان الى مكة فلقيه أبَان بن سعيد بن العاص
حين دخل مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش ، فبلغهم عن رسول الله ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- إليهم إن شئت أن تطوف بالبيت فطف )فقال
ما كنت لأفعـل حتى يطوف به رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- )

فقال الناس هنيئاً لعثمان )
واحتبسته قريش عندها ، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل ، فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس الى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وفيها ضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال هذه يدُ عثمان )

جيش العسرة

ولما حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز جيش غزوة
تبوك الذي سمي بجيش العسرة ، سارع عثمان -رضي الله عنه- بتقديـم تسعمائة وأربعين بعيرا وستين فرسا أتم بها الألف فدعا
له قائلا غفـر اللـه لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائـن الى يوم القيامة )كما قال الرسول -
صلى الله عليه وسلم- ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )


الخلافة

لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة
علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين


انجازاته

استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار توسيع المسجد
الحرام وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية
بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس
عشر حجج متوالية


الفتوحات

فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ،
ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين


الفتنة

في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور
ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن
سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام


استشهاده

وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي
أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل
ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات
شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع
وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا
flower
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:10 pm

--------------------------------------------------------------------------------


::الفاروق عمر بن الخطاب ::

من هو:

الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0



اسلامه

أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى قال ( دلوني على محمد )

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح : يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب ( عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )

ومضى عمر الى دار الأرقم فخرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )

فقال عمر ( أشهد أنّك رسول الله )

وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )

وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل



لسان الحق

هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )

‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) ‏

‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم ( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما-( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)



قوة الحق

كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر (‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )

فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )

فقال ‏‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ) ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-) ‏

فقلن ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-) ‏

فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ( إيه يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )

ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ) فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه


عمر في الأحاديث النبوية

رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها ( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )


( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )

( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا بلال

ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت لمن هذا القصر ؟

قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)

وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )

قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال ( العلم )

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )

قالوا ( فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال ( الدين )




خلافة عمر

رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ) ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ) فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ )



انجازاته

استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا) فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها

وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله علي وسلم-

وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة



الفتوحات الإسلامية

لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )



هَيْـبَتِـه و تواضعه

وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة




استشهاده

كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك) وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:14 pm


][ خبـــيـــب بـــن عـــدي ][

انه من أوس المدينة وأنصارها ، تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ هاجر

اليهم ، وآمن بالله رب العالمين ..

كان عذب الروح، شفاف النفس، وثيق الايمان، ريان الضمير ، عابدا ناسكا

كان كما وصفه حسان بن ثابت رضي الله عنه :

صقرا توسط في الأنصار منصبه

سمح الشجية محضا غير مؤتشب

] ـ ـ ـ [ غزوة بدر ] ـ ـ ـ [

لما رفعت غزوة بدر أعلامها، كان هناك جنديا باسلا، ومقاتلا مقداما ، وكان ممن

صرع يوم بدر المشرك بسيفه الحارث بن عمرو بن نوفل.

وبعد انتهاء المعركة، وعودة البقايا المهزومة من قريش الى مكة عرف بنو الحارث

مصرع أبيهم، وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة :

خبيب بن عدي رضي الله عنه

وعاد المسلمون من بدر الى المدينة ، يثابرون على بناء مجتمعهم الجديد ، وكان

خبيب عابدا ، وناسكا ، يحمل بين جبينه طبيعة الناسكين ، وشوق العابدين.

هناك أقبل على العبادة بروح عاشق ، قوم الليل ، ويصوم الناهر، ويقدس لله

رب العالمين..

] ـ ـ ـ [ يوم الرجيع ] ـ ـ ـ [

في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أحد نفر من عضل

والقارة فقالوا :

يا رسول الله إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين

ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام .

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم عشرة من اصحابه منهم مرثد بن أبي مرثد ،

وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن

طارق ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم على القوم مرثد بن أبي مرثد

فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( ماء لهذيل بناحية الحجاز ) ، غدروا بهم فاستصرخوا

عليهم هذيلا فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم

فأخذوا أسيافهم ليقاتلوهم فقالوا لهم إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب

بكم شيئا من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم .

فقال عاصم بن ثابت رضي الله عنه :

أما أنا، فوالله لا أنزل في ذمة مشرك اللهم أخبر عنا نبيك

ودعا أصحابه الى صعود قمة عالية على رأس جبل ، وشرع الرماة المائة يرمونهم

بالنبال ، فأصيب عاصم واستشهد ، وأصيب معه سبعة واستشهدوا.

ونادوا الباقين ، أن لهم العهد والميثاق اذا هم نزلوا

فنزل الثلاثة : خباب بن عدي وصاحباه..

واقترب الرماة من خبيب وصاحبه زيد بن الدثنة فأطلقوا قسيهم، وربطوهما بها ،

ورأى زميلهم الثالث بداية الغدر ، فقرر أن يموت حيث مات عاصم واخوانه ،

واستشهد حيث أراد..

وهكذا قضى ثمانية من أعظم المؤمنين ايمانا، وأبرهم عهدا، وأوفاهم لله

ولرسوله ذمة..

وحاول خبيب وزيد أن يخلصا من وثاقهما، ولكنه كان شديد الاحكام ، وقادهما الرماة

البغاة الى مكة، حيث باعوهما لمشركيها ، ودوى في الآذان اسم خبيب..

وتذكر بنوالحارث بن عامر قتيل بدر ، تذكروا ذلك الاسم جيدا ، وحرك في صدورهم

الأحقاد ، وسارعوا الى شرائه ، ونافسهم على ذلك بغية الانتقام منه أكثر أهل مكة

ممن فقدوا في معركة بدر آباءهم وزعماءهم.

وأخيرا تواصوا عليه جميعا وأخذوا يعدون لمصير يشفي أحقادهم ، ليس منه وحده،

بل ومن جميع المسلمين..

أسلم خبيب رضي الله عنه قلبه ، وأمره ، ومصيره لله رب العالمين ، وأقبل على نسكه

ثابت النفس، رابط الجأش ، معه من سكينة الله التي افاءها عليه ما يذيب الصخر،

ويلاشي الهول .. كان الله معه.. وكان هو مع الله..

دخلت عليه يوما احدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره، فغادرت مكانه مسرعة

الى الناس تناديهم لكي يبصروا عجبا..

فقالت : والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من عنب يأكل منه ، وانه لموثق في الحديد ،

وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة ، ما أظنه الا رزقا رزقه الله خبيبا

وحمل المشركون الى خبيب نبأ مصرع زميله وأخيه زيد رضي الله عنه ، ظانين أنهم

بهذا يسحقون أعصابه، ويذيقونه ضعف الممات وما كانوا يعلمون أن الله الرحيم قد

استضافه، وأنزل عليه سكينته ورحمته.

وراحوا يساومونه على ايمانه ، ويلوحون له بالنجاة اذا ما هو كفر لمحمد، ومن قبل بربه

الذي آمن به .. لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل.

فلقد كان ايمان خبيب كالشمس قوة، وبعدا، ونارا ونورا..

كان يضيء كل من التمس منه الضوء، ويدفئ كل من التمس منه الدفء، أما الذي

يقترب منه ويتحداه فانه يحرقه ويسحقه..

] ـ ـ ـ [ بطل فوق الصليب ] ـ ـ ـ [

لما يئسوا مما يرجون، قادوا البطل الى مصيره، وخرجوا به الى مكان يسمى التنعيم

حيث يكون هناك مصرعه..

وما ان بلغوه حتى استأذنهم خبيب رضي الله عنه في أن يصلي ركعتين، وأذنوا له

ظانين أنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهي باستسلامه واعلان الكفران بالله وبرسوله

وبدينه.. وصلى خبيب ركعتين في خشوع وسلام واخبات...

وتدفقت في روحه حلاوة الايمان، فود لو يظل يصلي، ويصلي ويصلي.. ولكنه التفت صوب

قاتليه وقال لهم :

( والله لولا أن تحسبوا أن بي جزعا من الموت، لازددت صلاة )

ثم شهر ذراعه نحو السماء وقال :

( اللهم احصهم عددا.. واقتلهم بددا )

ثم تصفح وجوههم في عزم وراح ينشد :

ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الاله وان يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع

ولعله لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب..

فلقد أعدوا من جذوع النخل صليبا كبيرا أثبتوافوقه خبيبا ، وشدوا فوق أطرافه

وثاقه ، واحتشد المشركون في شماتة ظاهرة ، ووقف الرماة يشحذون رماحهم.

وجرت هذه الوحشية كلها في بطء مقصود امام البطل المصلوب ، الذي لم يغمض عينيه،

ولم تزايل السكينة العجيبة المضيئة وجهه.

وبدأت الرماح تنوشه، والسيوف تنهش لحمه ، وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش

وقال له :

- أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك ؟؟

وهنا لا غير انتفض خبيب رضي الله عنه كالاعصار وصاح ، في قاتليه :

( والله ما أحب أني في اهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب

رسول الله بشوكة )

نفس الكلمات العظيمة التي قالها صاحبه زيد وهم يهمون بقتله..

نفس الكلمات الباهرة الصادعة التي قالها زيد بالأمس.. ويقولها خبيب اليوم..

مما جعل أبا سفيان ، وكان لم يسلم بعد، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها:

- والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا

كانت كلمات خبيب هذه ايذانا للرماح وللسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتها،

فتناوشه في جنون ووحشية..

وعادت جماعة المشركين الى أوكارها الحاقدة في مكة باغية عادية ، وبقي جثمان

الشهيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسويف..

كان خبيب رضي الله عنه عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا،

قد يمم وجهه شطر السماء وابتهل الى ربه العظيم قائلا :

( اللهم انا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا )

واستجاب الله دعاءه ، فبينما الرسول في المدينة اذ غمره احساس وثيق بأن أصحابه

في محنة ، وتراءى له جثمان أحدهم معلقا ، ومن فوره دعا المقداد بن عمرو،

والزبير بن العوام ، فركبا فرسيهما، ومضيا يقطعان الأرض وثبا.

وجمعهما الله بالمكان المنشود، وأنزلا جثمان صاحبهما خبيب، حيث كانت بقعة طاهرة

من الأرض في انتظاره لتضمه تحت ثراها الرطيب.

ولا يعرف أحد حتى اليوم أين قبر خبيب.

ولعل ذلك أحرى به وأجدر، حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ، وفي ضمير الحياة،

بطلا.. فوق الصليب

لقد كنا أمام أستاذ في فن التضحية جعلنا نتساءل ؟؟

أية عزة ، وأية منعة ، وأي ثبات ، وأي فداء، وأي ولاء ،

وبكلمة واحدة، أية عظمة خارقة وباهرة يفيئها الايمان بالحق على

ذويه المخلصين ..!!

ودمتم بخير من الله ورحمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:16 pm

قصة إسلام سلمان الفارسي .... مغامرة في سبيل الحقيقة !!!


ها هو ذا, جالس هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره "بالمدائن" يحدث جلساءه عن مغامرته العظمى في سبيل الحقيقة, ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحية, ثم الى الاسلام..

كيف غادر ثراء أبيه الباذخ, ورمى نفسه في أحضان الفاقة, بحثا عن خلاص عقله وروحه..!!!

كيف بيع في سوق الرقيق, وهو في طريق بحثه عن الحقيقة..؟؟

كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام.. وكيف آمن به..؟؟

تعالوا نقترب من مجلسه الجليل, ونصغ الى النبأ الباهر الذي يرويه..






**



[كنت رجلا من أهل أصبهان, من قرية يقال لها "جي"..

وكان أبي دهقان أرضه.

وكنت من أحب عباد الله اليه..

وقد اجتهدت في المجوسية, حتى كنت قاطن النار التي نوقدها, ولا نتركها تخبو..

وكان لأبي ضيعة, أرسلني اليها يوما, فخرجت, فمررت بكنيسة للنصارى, فسمعتهم يصلون, فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون, فأعجبني ما رأيت من صلاتهم, وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي نحن عليه, فما برحتهم حتى غابت الشمس, ولا ذهبت الى ضيعة أبي, ولا رجعت اليه حتى بعث في أثري...

وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم, فقالوا في الشام..

وقلت لأبي حين عدت اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم, ورأيت أن دينهم خير من ديننا..

فحاورني وحاورته.. ثم جعل في رجلي حديدا وحبسني..

وأرسلت الى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم اذا قدم عليهم ركب من الشام, أن يخبروني قبل عودتهم اليها لأرحل الى الشام معهم, وقد فعلوا, فحطمت الحديد وخرجت, وانطلقت معهم الى الشام..

وهناك سألت عن عالمهم, فقيل لي هو الأسقف, صاحب الكنيسة, فأتيته وأخبرته خبري, فأقمت معه أخدم, وأصلي وأتعلم..

وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه, اذ كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعها, ثم يكتنزها لنفسه.

ثم مات..

وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه, فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه, ولا أعظم منه رغبة في الآخرة, وزهدا في الدنيا ودأبا على العبادة..

وأحببته حبا ما علمت أني أحببت أحدا مثله قبله.. فلما حضر قدره قلت له: انه قد حضرك من أمر الله تعالى ما ترى, فبم تأمرني والى من توصي بي؟؟

قال: أي بني, ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل..

فلما توفي, أتيت صاحب الموصل, فأخبرته الخبر, وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم, ثم حضرته الوفاة, سألته فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم, فرحلت اليه, وأقمت معه, واصطنعت لمعاشي بقرات وغنمات..

ثم حضرته الوفاة, فقلت له: الى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه, آمرك أن تأتيه, ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا.. يهاجر الى أرض ذات نخل بين حرّتين, فان استطعت أن تخلص اليه فافعل.

وان له آيات لا تخفى, فهو لا يأكل الصدقة.. ويقبل الهدية. وان بين كتفيه خاتم النبوة, اذا رأيته عرفته.



ومر بي ركب ذات يوم, فسألتهم عن بلادهم, فعلمت أنهم من جزيرة العرب. فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم الى أرضكم؟.. قالوا: نعم.

واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى, وهناك ظلموني, وباعوني الى رجل من يهود.. وبصرت بنخل كثير, فطمعت أن تكون هذه البلدة التي وصفت لي, والتي ستكون مهاجر النبي المنتظر.. ولكنها لم تكنها.

وأقمت عند الرجل الذي اشتراني, حتى قدم عليه يوما رجل من يهود بني قريظة, فابتاعني منه, ثم خرج بي حتى قدمت المدينة!! فوالله ما هو الا ان رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وصفت لي..

وأقمت معه أعمل له في نخله في بني قريظة حتى بعث الله رسوله وحتى قدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف.

واني لفي رأس نخلة يوما, وصاحبي جالس تحتها اذ أقبل رجل من يهود, من بني عمه, فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة انهم ليتقاصفون على رجل بقباء, قادم من مكة يزعم أنه نبي..

فوالله ما أن قالها حتى أخذتني العرواء, فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي!! ثم نزلت سريعا, أقول: ماذا تقول.؟ ما الخبر..؟

فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة, ثم قال: مالك ولهذا..؟

أقبل على عملك..

فأقبلت على عملي.. ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء.. فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه, فقلت له: انكم أهل حاجة وغربة, وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة, فلما ذكر لي مكانكم رأيتم أحق الناس به فجئتكم به..

ثم وضعته, فقال الرسول لأصحابه: كلوا باسم الله.. وأمسك هو فلم يبسط اليه يدا..

فقلت في نفسي: هذه والله واحدة .. انه لا يأكل الصدقة..!!

ثم رجعت وعدت الى الرسول عليه السلام في الغداة, أحمل طعاما, وقلت له عليه السلام: اني رأيتك لا تأكل الصدقة.. وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية, ووضعته بين يديه, فقال لأصحابه كلوا باسم الله..

وأكل معهم..

قلت لنفسي: هذه والله الثانية.. انه يأكل الهدية..!!

ثم رجعت فمكثت ما شاء الله, ثم أتيته, فوجدته في البقيع قد تبع جنازة, وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة, مرتديا الأخرى, فسلمت عليه, ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره, فعرف أني أريد ذلك, فألقى بردته عن كاهله, فاذا العلامة بين كتفيه.. خاتم النبوة, كما وصفه لي صاحبي..

فأكببت عليه أقبله وأبكي.. ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه, وحدثته حديثي كما أحدثكم الآن..

ثم أسلمت.. وحال الرق بيني وبين شهود بدر وأحد..

وفي ذات يوم قال الرسول عليه الصلاة والسلام:" كاتب سيدك حتى يعتقك", فكاتبته, وأمر الرسول أصحابه كي يعاونوني. وحرر الله رقبتي, وعشت حرا مسلما, وشهدت مع رسول الله غزوة الخندق, والمشاهد كلها.


هذه القصة مذكورة في الطبقات الكبرى لابن سعد ج4.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:20 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }(الأحزاب).

أما بعد، فهذه حلقات في ذكر الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وأمراء المؤمنين ورثة خير المرسلين وهم أربعة ومدة خلافتهم ثلاثون سنة.

وحديثنا اليوم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مدة خلافته أربع سنين وتسعة أشهر من سنة خمس وثلاثين من يوم وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

نسب الامام علي و كنيته

هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب.

ولمّا هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أمر الامام علي أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً.

شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط رضي الله عنه.

فضائل الامام علي هذا العالم العامل الزاهد:

كان الامام علي رضي الله عنه وأرضاه غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: "ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي".

ويكفي الامام علي خصوصية أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبد الله بن مسلمة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟

قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين" أخرجه الترمذي.

وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إني وليكم" قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: "هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه" أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

الامام علي رجل يحبه الله ورسوله:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن ادعي لها قال: فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ثم قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرح: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم.

وكان الامام علي كرّم الله وجهه لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: "اللهم اكفه أذى الحر والبرد".

فكان الامام علي رضي الله عنه يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ". أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

وكان الامام علي ذا قوة متميزة، فقد روى الطبراني عن أحد الصحابة أنه قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يديه، فتناول الامام علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه الامام علي من يده حين فرغ فقد رأيتني في نفر سبعة نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نستطع.

من أقوال الامام علي ومواعظه المأثورة:

لقد كان لسيدنا الامام علي كرم الله وجهه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: "إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة."

وقال الامام علي أيضا: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل" رواه البخاري.

وفات الامام علي رضي الله عنه:

لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج الامام علي رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.

أخي المسلم:

إليك هذه النصيحة العظيمة: كن محبا لمن أحبهم الله ورسوله، معظماً لمن رفع الله من شأنهم وأعلى قدرهم، وليبق حب الصحابة محفوراً في قلبك، ولا سيما الخلفاء الراشدين العاملين الورعين أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب وعثمان و علي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:22 pm


أبو طلحة الأنصاري



إنه الرجل الذي كان اسلامه مهرا لامرأة من نساء أهل الجنة. انه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني اخواله، واحد اعيان البدريين واحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة.

وقبل اسلامه رضي الله عنه تقدم للزواج من أم سليم الغميصاء بنت ملحان رضي الله عنها وراح يعرض عليها مهرا غاليا لكنها رفضت وقالت: (انه لا ينبغي ان اتزوج مشركا. اما تعلم يا أبا طلحة ان آلهتكم ينحتها آل فلان، وانكم لو اشعلتم فيها نارا لاحترقت)، فلما عاد يمنيها بمهر اكبر وعيشة رغيدة قالت: (والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر، وانا امرأة مسلمة، ولا يحل لي ان اتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري ولا أسألك غيره). لقد هزت هذه الكلمات اعماقه، وملأت كيانه، وهل يجد ابو طلحة خيرا منها تكون زوجا له، وأما لأولاده؟

فقال ابو طلحة لها: فمن لي بذلك؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم. فانطلق يريده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (جاءكم ابو طلحة وعزة الاسلام بين عينيه)، فأعلن ابو طلحة اسلامه، وقامت أم سليم تقول لولدها أنس: (قم يا أنس فزوج أبا طلحة). فزوجها وكان صداقها الاسلام.

وشاء الله ان يرزق ابو طلحة بولد من أم سليم، وشاء الله ان يمتحنهما بهذا الولد، فمرض الولد مرضا شديدا ومات بين يدي امه وابو طلحة غائب، فلما عاد رضي الله عنه استقبلته زوجته أم سليم احسن استقبال، وقربت اليه عشاءه فأكل وشرب ثم اصاب منها ما يصيب الزوج من زوجته. ثم قالت له: يا أبا طلحة أرأيت لو ان قوما اعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم، ألهم ان يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم اخبرتني بابني، فانطلق وشكاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: (بارك الله لكما في غابر ليلتكما). فحملت ثم ولدت غلاما فأرسلته الى النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه ودعا له وسماه عبدالله. ثم رزقهما الله بتسعة من الاولاد كلهم قد حفظوا القرآن.

جهاد ورزق واسع

أما عن جهاد ابي طلحة رضي الله عنه فقد كان بطلا مجاهدا، ولقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لصوت ابي طلحة في الجيش خير من الف رجل). فإن كان هذا حال صوته، فكيف سيفه ورمحه ونبله وكفاحه؟

شهد بدرا فأبلى بلاء حسنا، وشهد أحدا فثبت ودافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (يا نبي الله، بأبي انت، لا تشرف، لا يصيبك سهم، نحري دون نحرك). وكان رضي الله عنه راميا، وكان رسول الله اذا رمى ابو طلحة رفع بصره ينظر اين يقع سهمه ونبله.

ولقد منّ الله تعالى على ابي طلحة رضي الله عنه بالرزق الواسع والخير العظيم.

عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: (من قتل قتيلا فله سلبه) فقتل ابو طلحة يومئذ عشرين رجلا، وأخذ أسلابهم.

وعلى الرغم من كثرة امواله رضي الله عنه فقد كان كريما لا يضن ولا يبخل بماله أبدا، بل كان كثير الصدقات، يرجو رحمة الله تعالى ورضوانه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:24 pm

الخبّاب بن الأرت

ودارت الأيام، وأعقبتها أيام، وفي خلالها أحداث تطل وأحداث تطوى، ولكن مدينة الرسول لا تنسى موقفين، لهما في أضلاعها أكثر من صرقة وعلى عينيها من أجلهما سيل من دموع تلك هما: واقعة المدينة وما رافقها من مآسي يجزع القلم من وصفها ومأساة كربلاء التي أكلت الأفكار حزناً، وأدمت القلوب تأثراً.
وكان الشيخ أبو معاذ يتجنب إعادة هذين الموضوعين على أصحابه، ومستمعيه ويحاول أن يكرِّس أحاديثه عن ذكريات الماضين في عهد الرسالة الأولى.. ومهما يكن فإن السلسلة واحدة رغم تبدل أصحابها..
فأبو سفيان هو الذي أجج النار، وأشعل الحرب، وأثارها معركة ضارية على النبي محمد، وإذا دفنه الموت، ولم يكمل مخططه فإن معاوية بعده هو البطل الأول لتنفيذ ما رسمه أبوه من مخطط فظيع لهدم الإسلام، وتشتيت المسلمين، وكان أكثر من أبيه قوة ونفوذاً.. وإذا كانت ذرة ضرورة اقتضت - وإن كنتلا أحسب - ومنعت أبا سفيان صخر بن حرب من التوغل وراء اللاإنسانية، وازدراء الدين، فأسلم متظاهراً وإن كان في قلبه يضمر خلاف ذلك، فهو يقول في موقف حاسم بين الحق والباطل تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا من نار، إنما هي الدنيا نتكالب عليها..
إذا كان هذا هو موقف الأب، ففي الولد هذا وزيادة، فإن معاوية جاء باسم الإسلام ليقتص من الإسلام والمسلمين، ثارات بدر وحنين - كما يقول المثل - ، وهو يصرح دون خشية، وإن كان في مركز الخلافة - يا قوم: ما حاربتكم لتصوموا، ولا لتصلوا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، وإنما حاربتكم لأتأمر عليكم.. وفعلاً نفَّذ ما أراد، وما أملاه عليه حقده الجاهلي.. ثم كان من بعده الحفيد يزيد، وهو مثال الباطل والسوء، فيضرب الدين عرض الحائط، وهو يصور تماماً الحقيقة عن واقعية هذا البيت نحو الدعوة الإسلامية، وموقفه العدائي من دعائم هذه الدعوة، إذ يقول:لعبت هاشم بالملك فلا*** خبر جاء، ولا وحي نزل..
ليت أشياخي ببدر عرفوا*** جزع الخزرج من وقع الأسللأهلوا واستهلوا فرحاً*** ثم قالوا: يا يزيد لا تشل..
ثم سكت أبو معاذ، وهو يتصور هذه المأساة التي رافقت التاريخ الإسلامي من حين ولادته، وحتى يومه الذي كان يعيشه.
وعاود الشيخ حديثه، فيقول:لم ينكر أحد على البيت الأموي أعمالهم الفظيعة، فالناس على أقسام: بين مؤيد لهم في أفعالهم، ويحمدون أعمالهم، وهم المنتفعون بمالهم وسلطانهم فكمَّت أفواههم عن القول الحسن والكلمة الطيبة، وصمّت آذانهم عما يدور بين الناس من برم وجزع.
والبعيدون عنهم سواءً في مكة، والمدينة، والكوفة، فلم يسمحوا لأنفسهم بالمجاهرة بالاعتراض، والنهي عن المنكر فالأكثر لهم مع الهاشميين ألف ثار وثار..
ولم يبق من الأمة إلا صبابة - كصبابة الاناء - وهؤلاء طحنهم الزمن، وشتتهم حتى لم يسمع لهم صوت..
ان السلسلة واحدة.. فأبو سفيان هو العصب المحرّك لكل هذه الأحداث.. والباقون من آله وأحفاده على خطه سائرون. إن شرارة هذا البيت الخطير كادت تأتي على الاسلام والمسلمين لولا عناية اللّه بدعوته، وبنبيه، والمسلمين.
لقد كان أبو سفيان في بادئ الأمر يدفع أبا جهل وأمثاله الى الحملات القاسية على المستضعفين من المسلمين، واذا ما استحكم الاسلام، وأصبح في منعة من هؤلاء رسم هذا الطاغية مخططاً جديداً بإثارة النعرات الطبقية بين المسلمين.
فلقد التقى مثلاً - ببعض المسلمين الذين دخلوا الاسلام كرهاً وحفظاً لمصالحهم - فقال لهم بكل خبث ومكر: أرأيتم كيف يعمد صاحبكم محمد الى تحطيم معنوياتكم، وتذويب شخصياتكم بحشركم مع الضعفاء والأذلاء والعبيد، أمثال: عمار، وبلال والخباب وغيرهم..
وكان لحديثه في نفوسهم استجابة ووقع، فهرعوا الى النبي فوجدوه جالساً مع ضعفاء المسلمين، وطافت الصورة القاتمة التي زرعها في أذهانهم صخر بن حرب فانفجروا مع الرسول قائلين: ان وفود العرب تأتيك فنستحي أن يرانا العرب قعوداً مع هذه العبيد، فإذا جئناك، فأقمهم عنا.. رضخ النبي على مضض وقال: نعم. قالوا له: فاكتب لنا عليك كتاباً، فدعا بالصحيفة، ودعا علياً ليكتب ونزل جبرئيل يبلغ النبي الآية الكريمة: ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء، وما من حسابك عليهم من شيء، فتطردهم فتكون من الظالمين).
فرمى رسول اللّه بالصحيفة، ودعا هؤلاء الضعفاء من المؤمنين، فقال لهم: (السلام عليكم).. فدنوا منه حتى وضعوا ركبهم علىركبته.. وكان النبي يجلس معهم، برهة من الزمن فيتركهم فأنزل اللّه تعالى الآية: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم...).. فكان بعد ذلك لا يفارقهم، حتى يغادروا مجلسه.
ومن هؤلاء الذين نزلت فيهم هذه الآيات الكريمة.. الخباب بن الارت، أبو عبد اللّه من بني تميم كان قيناً يعمل السيوف في الجاهلية، وكان حليفاً لبني زهرة، أصابه سباء في الجاهلية فبيع بمكة، واشترته أم انمار بنت سباع الخزاعية، وأعتقته بعد زمان.
وفي بادئ أمره بلغ مسمعه نبأ الدعوة، فهشَّ قلبه لها وتصيد أخبارها عن محمد ما جلب قلبه له، وبحث عن موضع لقياه فعرف أنه في دار الأرقم، فانساب اليه سراً ليسمع من الداعي مقالته، وجلس الى رسول اللّه فأعجب بحديثه، ولم يرَ في هذه الشخصية إلا الإنسانية الكاملة، والمنقذ الذي يقصد الناس ليخرجهم من ضلالتهم، ولم يعرف من الآيات الكريمة التي تلاها على أصحابه إلا أنها كانت تجلي قلبه من الظلام الدامس الذي كان يرزح فيه.. ولم يضع رجليه خارج دار الأرقم إلا ويرى نفسه مشدوداً اليها، لا يستطيع الانفصال عنها، ولا يسأم من روادها حديثهم العذب، وجلستهم المحببة.
ويعاود الزيارة مرة بعد اخرى، وكلما امتد به الوقت، كان يصهره محمد في إيمانه، حتى بات يشعر في نفسه - وهو يقدم على رسول اللّه مسلماً - انه غير الذي كان بالأمس، سمواً لا يطاوله سمو، وروحية دونها كل روحية.
ويكون سادس المسلمين، ويوسِّع من تلك الحلقة المؤمنة بإسلامه أفقاً جديداً يلمع مع تاريخ الانسانية على مر الأيام ويصبح ظلاً للنبي يلاحقه أينما يكون، إلا عند الضرورات.
وتسرَّب الخبر الى الطغمة المناوئة . إن الخباب بن الارت صبا الى الدين الجديد وإذا كان من أبناء الذوات من قريش وغيرها في مأمن من غضبها وعذابها، فهؤلاء الضعفاء لم يكن لهم سند يُخشى، وقريب يمنع، وجاه يصد.
وينعقد مجلس من أندية قريش، ويدخله صخر بن حرب متجهم الوجه، على سحنته جبل من همّ، وعلى كاهله ليل من سهاد.
ويتبارى المستفسرون عن وضعه، وماذا ألمَّ به، فجعله كتلة من الألم.. ويتصنع الغيظ، ويبعثر الكلمات على شدقيه، ويجهد في إخراج القول: لا أستطيع الكلام يا قوم، وخير لي أن أسكت، إذا كانت العرب لا غيرة لها على آلهتها، شاهت الوجوه ذلا..
ولم تكن الكلمات النارية الجارحة التي قذفها ابو سفيان في وجوه الجالسين إلا إيذاناً بيوم أسود ينصب على هؤلاء المساكين الذين حملوا الدعوة عقيدة ورسالة في أعناقهم.. وساد الهرج من كل جانب، وتعالى الصراخ يشق آفاق المجلس: لا تقل هكذا يا أبا سفيان، سوف نسقي سيوفنا من دماء الخارجين على ديننا..
ويحاول زعيم الطغمة ان يضرم النار على أشدها، فالتفت اليهم قائلاً - وهو يدفع الحسرة تلو الحسرة، والآهة بعد الآهة - : كفى.. كفى، فلا فائدة من مقالتكم، وحماستكم فقد انتهى الأمر بالقلة من عبيدنا وخدمنا ان تتحاز الى محمد وهي لا تخشى قوتنا، ولا تهاب سطوتنا.. وامجداه.. لقد ماتت أيامكم على أقدام يتيم بني هاشم، إذهبوا الى بيوتكم واحتجبوا مع نسائكم، فهو خير لكم من قبول هذا الهوان..
وماج القوم، فقد أرعبتهم هذه الكلمات، وأضرمت في نفوسهم العصبية الجاهلية.. وقفز من جوانب الندوة من طاشت الدنيا في عيونهم، وكان يتقدمهم ابو جهل، وهم يصرخون: اليوم.. اليوم.. الساعة.. الساعة.. ولنا مع هؤلاء حساب وحساب.
وقرب دار الأرقم، وقفت العصابة تنتظر أول من يخرج عليها من هذه الدار لتصفي حسابها معه.. وما هي إلا برهة من الوقت، حتى لمحت شخصاً يتسلل منها، واستعد ابو جهل ليطبقعليه، لكنه تراجع خائباً عندما عرف انه مصعب بن عمير، فهو من شخصيات بني عبد الدار، ويخشى أن يثير عليه قبيلته، حتى وإن كان ولدهم الخارج على آلهة قريش. والتفت الى جلاوزته يأمرهم ان لا يمسه أحد بسوء.. ومرَّ مصعب بن عمير بسلام، وهو يسخر منهم، ويتهكم عليهم.
ودارت عقارب الوقت سراعاً، وفي أثنائها تسلل آخر منها واستعد ابو جهل للهجوم، وما ان اقترب منه حتى أطبق عليه وعلى ضوء القمر الشاحب عرفه الخباب بن الارت، وكاد يطير من الفرح، إنه بغيته التي يترقبها، وصاح بجلاوزته: إنه هو واللات، جرُّوه من شعره، حليف بني زهرة أمره غير مجهد.
وجرَّ الخباب الى مجلس السمر، وكان ابو سفيان بعد لم يغادره، وبدأ في تعذيبه، يتفنن في ذلك، ويتنوع في أذاه وكان الرجل المؤمن كلما ألحَّ القوم في تعذيبه، ازداد ثباتاً وصموداً..
ولم تُجْدِ كل هذه الأساليب في قمع الدعوة، ولا أوقف حماس المسلمين عذاب ابي سفيان وطغمته الفاسدة، رغم انه كان قاسياً ومؤلماً، ويكفي ان الخباب يحدثنا عما لقيه، فيقول:واللّه ما أعلم أحداً لقي من البلاء ما لقيت، فقد كويت في بطني سبع كيات مرة واحدة، ولولا أن النبي نهى أن يتمنى أحد الموت، لتمنيته..
ولم يكن هذا فحسب، فقد أغرى أبو سفيان وأمثاله مولاته أم أغاربه، وكانت تكره أن يجلس اليه رسول اللّه، فكانت تأخذ الحديدة المحماة فتضعها على رأسه. فشكا ذلك للنبي فدعا عليها فقال: (اللهم انصر خباباً) فاشتكت من رأسها وكانت تعوي مثل الكلاب، فقيل لها اكتوي، فكان خباب يأخذ الحديدة المحماة فيكوي بها رأسها.
وكان المشركون يحقدون على الأبطال من الصحابة لصمودهم وعدم تراجعهم عن عقيدتهم، مع كل ما يعانون من أذى وعذاب.
ولقد سأله مرة عمر بن الخطاب عن أشد ما قاساه من المشركين، فكشف عن ظهره، فقال عمر: ما رأيت كاليوم فقال: أوقدت لي نار، وسحبت عليها، فما أطفأها إلا شحم ظهري..
وترك الخباب بعد أن يأس أبو سفيان من ردعه، وعاد لحبيبه وسيده رسول اللّهقوي القلب، ثابت الجنان، علمته الأيام كيف يشد عزمه على عقيدته، ودللت له الحقيقة مكانته السامية في نفس النبي، وكان هذا ما جعل الخباب يتفانى في سبيل الدعوة.
وأوكل اليه النبي مهمة خطيرة في بدء الدعوة.. وهي تعليم بعض المسلمين القرآن، ممن لا تساعدهم ظروفهم في الذهاب إلى النبي. وكادت هذه المهمة تنتهي به إلى الموت ولكن الخباب لا يهاب كل شيء في سبيل عقيدته.
ويتحدث المتحدثون أنه كاد يقتل بسيف عمر بسبب مهمته. فقد كان عمر بن الخطاب - في أول أمره، وقبل أن يسلم - شديداً على المسلمين، وفيه من الغلظة والقسوة ما ميزته عن غيره عنفاً، وشدة..
وقد خرج يوماً متوشحاً سيفه يريد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ورهطاً من أصحابه، وقد اجتمعوا في بيت عند الصفا، وهم قرابة أربعين نفراً، من رجال ونساء، ممن كان أقام مع رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) بمكة، ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة، فلقيه نعيم بن عبد اللّه، من بني عدي - وكان مسلماً يكتم إسلامه خشية من قبيلته -، فقال له: أين تريد يا عمر؟. فقال: أريد محمداً هذا الذي فرق أمر قريش، وسفَّه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها، فأقتله وأريح العرب من شره، فقال نعيم: واللّه لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر. أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض، وقد قتلت محمداً! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم، قال: وأي أهل بيتي؟ قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة بنت الخطاب، فقد واللّه أسلما وتابعا محمداً على دينه فعليك بهما، قال: فرجع عمر عامداً إلى أخته وختنه، وكان عندهما الخباب بن الأرت ومعه صحيفة فيها سورة (طه) يقرئهما - وكان النبي قد كلفه أن يذهب اليهما في كل يوم يقرئهما القرآن - فلما سمعوا صوت عمر، غيبت فاطمة الخباب في مخدع لها، وأخذت الصحيفة فجلعتها تحت فخذهاوكان عمر قد سمع - حين دنا من الباب قراءة الخباب عليهما - فلما دخل قال: ما هذه الهيمنة (صوت، كلام لا يفهم)؟ قالا له: ما سمعت شيئاً، قال: بلى، لقد أخبرت أنكما تابعتما محمداً على دينه، ولم يتمكن من ضبط أعصابه، بل أخذ ابن عمه سعيداً وضرب به الارض، فقامت اليه أخته فاطمة لتكفه عن زوجها فضربها فشجها ولما وصل الأمر الى هذا الحد، قالا له: نعم قد أسلمنا وآمنا باللّه ورسوله، فاصنع ما بدا لك، وأثر في عمر منظر الدم الذي جرى من أخته، وندم، وقال: اعطوني هذه الصحيفة أنظر ما فيها، فامتنعت أخته من ذلك خشية أن يمزقها، فأعطاها المواثيق، وحلف بآلهته أنه ليردها لها، فخرج اليه الخباب من المخدع، فحملق فيه، ثم عاد الى قراءة الصحيفة فما زال به الخباب يحدثه ويقنعه حتى اقتنع بالاسلام.
وبعد ثلاث عشرة سنة قضاها النبي (صلى الله عليه و آله) في مكة، وهو يعاني من ظلم المشركين وجورهم ما اضطره الى الانتقال للمدينة ليكون هو وأصحابه في مجنب من هذا الخطر.
كانت السنين الثلاث الاولى للدعوة لا تتعدى الأفراد الذين آمنوا بالرسالة وبصورة خفية، وحتى اذا أطلت السنة الرابعة أعلن الرسول الدعوة، وأخذ يدعو الناس الى الاسلام جهراً واستمر على ذلك عشر سنين يوافي الموسم كل عام، يتبع الحجاج في منازلهم بمنى، والموقف يسأل عن القبائل، ويأتي اليهم يعرض عليهم الاسلام، لا يمنعه عنف القوم ولا يرده أذى قريش.
روي أحد المشاهدين: انه في الموسم بمنى، وإذا برسول اللّه يقف على منازل القبائل من العرب، فيقول: يا بني فلان، اني رسول اللّه اليكم، يأمركم أن تعبدوا اللّه، ولا تشركوا به شيئاً وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا وتصدقوا بي وتمنعوني، حتى أبين عن اللّه ما بعثني به.
يقول الراوي: وخلف النبي يتتبع أثره رجل أحول وضيء له غديرتان، عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) من قوله، قال ذلك الرجل: يا بني فلان، إن هذا يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وتؤمنوا بما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه، ولا تسمعوا منه قولاً.
قال الراوي: فقلت لأبي: يا أبتِ، من هذا الذي يتبعه ويردّ عليه ما يقول؟ قال: هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب أبو لهب..
لكن هذا وأمثال هذا لم يثن النبي عن عزمه في تبليغ رسالته المقدسة فقد استمر، وكلما اجتمع الناس بالموسم أتاهم يدعوهم الى اللّه، وإلى الاسلام، ويعرض عليهم نفسه وما جاء به من اللّه من الهدى والرحمة، وهو لا يسمع بقادم يصل مكة من العرب، له اسم وشرف إلا تصدى له، ويدعوه الى اللّه والهداية والرحمة ولا يهمه ما يناله من الأذى في سبيل ذلك، حتى قال هو (صلى الله عليه و آله): (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت).
وكان الخباب بن الارت من الأصحاب الذين قلّ ان يفارقوا الرسول، صابراً على كل ما يلاقيه من ضيم، مؤمناً بعقيدته الى درجة الفناء فيها.
ولما تفاقم الأمر، وازداد الضغط على محمد وأصحابه، فقد اضطر النبي أن يطلب من المسلمين ان يهاجروا من مكة الى المدينة.. وتسلل المؤمنون في ظلام الليل من مكة تاركين البلد الذي قضوا فيه وطراً من حياتهم سلامة على أنفسهم، الى المدينة حيث الأمان، والأمل المشرق.
وكان الخباب من المهاجرين الأوائل، ولم تضق يثرب بهذه الصفوة المنتقلة الى رحابها، فقد كانت القاعدة الوفية للدعوة الاسلامية، وفيها استمد الدين شموخه، ومنها امتد الى الجزيرة وفي ربوعها عاش الصفوة في مأمن..
وبقي الخباب جندباً الى جنب النبي في كل معركة، ومعلماً وفياً للدين كلما انتدبه النبي لمهمة.
وإذا وفى الخباب لمحمد، فقد كان وفياً لعلي من بعده، بحيث انتقل معه الى الكوفة، ولم يشأ مفارقته، وحتى في معاركه عدا صفين فقد تخلف لمرضه.
وفي عام 37 هجري لبى الصحابي الجليل دعوة الخالق العظيم.. ويقف علي (ع) على قبره، وهو في ألم شديد، وتأثر عميق.
وانحدرت الكلمات من أعماق الإمام تؤبن هذه الشخصية الفذةSadرحم اللّه خباباً، لقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلى في جسمه أحوالاً، ولن يضيع أجر من أحسن عملاً.. طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف ورضي عن اللّه عز وجل).
وماجت دموع الوفاء في عيني الإمام على هذا الصحابي الذي عانى في سبيل عقيدته من ظلم ابي سفيان وحقد طغمته ما يجزع منه الوصف، وخلد له ذكراً مشرقاً مهما امتدت الأيام بعمرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 4:26 pm

وبنتضار الردود

تحياتي

عيون الحلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sweet heart
بنوته مبتدئه
بنوته مبتدئه



عدد الرسائل : 66
رقم العضوية : 16
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _30
تاريخ التسجيل : 30/06/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالإثنين يونيو 30, 2008 8:01 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلموو حيبيتي عيون الحلا عالموضوع المفيد..

وها انا قد احضرت نبذة عن .. فاطمة الزهراء ..


فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام . أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية عند الـشيعة بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين، و السنة الخامسة قبل البعثة النبوية عند أهل السنة في مكة المكرمة, والنبي له من العمر خمسة وأربعين عاماً . زوجها هو علي بن أبي طالب.

تختلف الروايات في تحديد ولادة الزهراء، فيبلغ أحياناً الفارق في عمرها (على اعتبار الفرق بين الروايات) عشر سنين أو أكثر بقليل. وعند استعراض تلك الروايات نجد أن بعضهم يقول بولادتها قبل البعثة النبوية بخمس سنين،و هو الرأي الثابت عند أهل السنة حيث يقولون أنها ولدت و قريش تبني البيت يوم حكم رسول الإسلام محمد بن عبد الله في نزاع حول من وضع الحجر الأسود في مكانه؛ وممن يقول بهذا الرأي الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة [1]، بينما ذهب ابن عبد البر في الاستيعاب والحاكم في المستدرك [2] إلى أنها ولدت وعمر النبي إحدى وأربعون عاماً أي بعد سنة من البعثة النبوية.

فبينما يكاد علماء الشيعة يجمعون على أن عمرها عند وفاتها كان 18 عاماً، يرى أغلب أهل السنة ومنهم ابن عبد البر أن عمرها كان عند الوفاة 29 عاماً [5] ، غير أن هناك اتفاقاً على أن فاطمة كانت أصغر بنات محمد.

وعلى جانب آخر تقول بعض الروايات الشيعية أن خديجة ما كانت تشعر بثقل حملها، وكانت تكلم فاطمة وهي جنين لتؤنسها وتسليها

شهدت السيدة فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقد كان النبي يعاني اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من القاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير. وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب، وأقامواعلى ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً. وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا. وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنا وألما، ووجدت نفسها أمام مسئوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.

ومن القابها: الزهراء والبتول والصديقة والطاهرة والحوراء الانسية.

هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهى في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم أم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.

توفيت فاطمة بنت محمد بعد ستة أشهر من وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون الحلا
... المراقبــــه العــامه ...
... المراقبــــه العــامه ...
عيون الحلا


انثى عدد الرسائل : 487
المزاج : فرحانه
رقم العضوية : 3
المزاج : *__- صور من حياة الصحابه -__* _29
الدوله : *__- صور من حياة الصحابه -__* Soudiarabian
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

*__- صور من حياة الصحابه -__* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *__- صور من حياة الصحابه -__*   *__- صور من حياة الصحابه -__* I_icon_minitimeالإثنين يونيو 30, 2008 10:49 am

شكرا لك على ردك

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
*__- صور من حياة الصحابه -__*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الأنمي  :: ●° الأقســام الدينيه°● :: ●° سوالف الدينيه°●-
انتقل الى: